Saturday 26 November 2016

أكبر عملية احتجاز رهائن في التاريخ .. وأكبر قوة كوماندوس ليوم القيامة في حلب


بقلم نارام سرجون

ان كل ماحدث في سورية خلال السنوات الخمس الماضية لايزال يشكل الحالة الأكثر ادهاشا في التاريخ من حيث ضخامته وحجمه .. فكل شيء رأيناه كان يحدث بمعاييره القصوى ..

فقد تكالبت على الدولة والشعب السوريين كل قوى الشر واجتمعت لأول مرة مع بعضها كما لم تجتمع في كل التاريخ .. القوى الصهيونية والغربية وأوروبة وأميريكا والرجعية العربية النفطية ومعظم الدول العربية والقوى الاسلامية وحتى الفلسطينية والمنظمات الارهابية العالمية وأحدث ماكينات الاعلام العالمية وأضخم مؤسسات الصحافة والدعاية .. حتى مؤسسات الامم المتحدة والجمعية العمومية انخرطت في الهجوم المتواصل بلاتوقف على الدولة السورية .. كل هذه القوى لم تجتمع في التاريخ الا مرة واحدة .. هي هذه المرة في الحدث السوري .. والمعركة العالمية السورية ..

وفيها خيضت أعنف المعارك السياسية التي استهلكت عدة قرارات دولية أحرقت بعدة فيتوات متعددة الجنسيات في زمن قياسي .. وفيها تجمع أكبر عدد من التكفيريين في التاريخ وأكبر عدد من اللحى .. وفيها قتل أكبر عدد من الارهابيين الجوالين والمهاجرين التكفيريين وقد بلغ عدة عشرات من الآلاف في مقتلة لم تحدث لهم حتى في أفغانستان ذروة العمل الجهادي الاسلامي-الأمريكي .. وفيها ظهرت أقصى حالات الشذوذ النفسي والعنفي الانساني حيث أكلت قلوب البشر نيئة وذبح الاطفال الصغار أمام الكاميرات وحملت رؤوسهم أمام أعين ذويهم .. وشهد العالم أكبر عمليات تعذيب ةقتل على البث المباشر وتم تصوير أكبر عمليات اعدام في التاريخ للأسرى والجنود والمعتقلين .. وظهر الشذوذ الجنسي بأبشع صوره حيث صدرت فتاوى جهاد النكاح ونكاح المحارم وسبي النساء واستبراء أرحام المغتصبات ..

وحدثت فيها أكبر عملية تزوير للحقائق في التاريخ حتى أن التاريخ كله أصيب بصدمة لأنه كله صار موضع شك بسبب كم التزوير العلني الذي افتضح .. وظهرت الكراهية والأمراض النفسية العدوانية والاضطهادية بأقسى صورها ..

وجرفت الحرب السورية في طريقها ملوكا ورؤساء وأمراء وزعماء حاولوا النزول في المعمعة فتحولوا الى ذكريات .. وغيرت التوزع السكاني للمنطقة وفاضت على أوروبة بأكبر عدد من البشر واللاجئين .. وفي هذه الحرب تم تدمير أكبر تراث انساني واحدى أعرق المدن في العالم .. وهي مدينة حلب ..واذا كان لابد من اعتبار أن هذه الحرب فريدة في كل شيء وفي حجم الاشتباك العالمي فان لابد من توصيف وضع أحياء حلب الشرقية على أنها تتعرض لأكبر عملية اختطاف وأكبر عملية احتجاز رهائن في التاريخ .. حيث تحتجز منظمات ارهابية عنيفة دموية عشرات آلاف الرهائن من السكان المدنيين الذين يمنعون من الخروج والنجاة بأنفسهم من المعارك التي اقتربت .. فالمدنيون في كل العالم يفرون من مناطق الاشتباكات بشكل طبيعي وهذا مفهوم في قوانين الحرب .. أما في حلب فان كل الطرق الى خارج أحياء حلب الشرقية مغلقة حيث يفرض المسلحون المحاصرون حصارا آخر داخليا على المدنيين لمنعهم من المغادرة .. لأن احتجازهم واستعمالهم كدروع بشرية من قبل المسلحين يعتبر اجراء وقائيا لأنه قد يمنع الجيش السوري من اقتحام المدينة خوفا من فداحة الثمن المدني الذي قد يتسبب فيه الاصطدام مع المسلحين وكم النار وحرب الشوارع من بيت الى بيت ..

قادة المسلحين يأتمرون بأوامر دول أخرى تصر على عدم تسليم المدينة .. وهم يؤكدون لمقاتليهم أن الجيش السوري لن يتقدم الى مدينة محشوة بالمدنيين وأن حياتهم مرتبطة ببقاء المدنيين .. رغم ادراك هذه الدول الشريرة التي تدير معركة حلب أن المدينة سقطت وخرجت من دائرة نقوذها الى الأبد وأن لاأمل في انقاذها .. لكنهم يريدون ان يكون نصر الجيش السوري ملطخا بدمها ودم احجارها .. وهم يرون المسلحين بالتعنت ويطلبون منهم قصف الاحياء الغربية كي يرغم الجيش السوري على اقتحامها كخيار مفروض عليه .. فالساسة الغربيون يريدون أن يحرر الجيش السوري مدينة لاتبقى فيها أبنية ولاشوارع لتزيد من ندوب جراح الحرب وتدميرها ..

الكواليس تتحدث عن تعنت ادارة أوباما في تسليم المدينة ورغبتها أن يتم تدميرها بيد الجيش السوري والمسلحين على
حد سواء ..
 والبعض يتحدث عن اتفاق روسي يتم طرحه مع فريق ترامب الذي يدرس تسليم المدينة دون قتال .. والبعض يقول ان العرض السوري الحالي للمسلحين سخي جدا لأنه عرض مصالحة أو مغادرة الى اي مكان دون قتال فيما العرض الذي يصل مع وصول فريق ترامب قد يكون شديد الصدمة على المسلحين .. فانه يشاع أنه في حال تعثر وجود حل ديبلوماسي للمدينة فان فريق ترامب سيعرض فقط استسلاما غير مشروط لمقاتلي القاعدة في حلب لأنه سيرغم الأتراك والسعوديين على التخلي عن المدينة ومقاتليها لصالح مشروع ترامب القادم مع بوتين والذي بحث قبل انطلاق الحملة الانتخابية الامريكية التي أوصلته الى الحكم .. المشروع الذي لايزال طي الكتمان والتكهنات ويقال ان صلبه هو الغاء الاعتماد على القوى الجهادية الاسلامية وازالتها من الخارطة السياسية للصراع أو تحجيمها جدا مقابل الاتفاق على قضايا الطاقة وخطوطها وتعديل اتفاقات التجارة العالمية للقرن المقبل ..

الدولة السورية تدرك أن المسرح العالمي يتغير بسرعة لصالحها وأنها يجب أن تستثمر التغييرات الكبيرة التي تحدث .. وأن المسرح يخلو بالتدريج من المشاغبين وأبطال الفصل السابع جميعهم .. ولكن رسائل من فريق ترامب وصلت بشكل غير مباشر يقال انها تشجع الجيش السوري على انهاء التمرد في المدينة قبل وصول ترامب الى البيت الأبيض أو على الأكثر في الأيام الأولى لوصوله الى البيت الأبيض كيلا يبقى في يد أي من منتقديه أي ورقة للمشاغبة بها دوليا واعلاميا مثل الورقة الانسانية في حلب .. وفي نفس الوقت فان الدولة السورية لاتريد أن يكون عند ترامب أي ذريعة لاحقا للقول انه مضطر للتنصل من تصريحاته بسبب تغير فهمه للوضع الانساني في حلب أو أن يعيد فكرة ديمستورا الخبيثة عن الادارة الذاتية للمدينة المحاصرة بانتظار الحل النهائي .. فلايمكن الرهان على تصريحات رجل سياسي أمريكي لأن التنصل من التصريحات والوعود هو أسهل شيء على السياسيين الامريكيين والغربيين عموما .. فلا يمكنك الوثوق باي وعد أو عهد صادر من أي عاصمة للحرية الغربية ..

ولذلك يرى الخبراء العسكريون الغربيون ان أكبر عملية احتجاز رهائن في التاريخ اذا لم تنته ديبلوماسيا بالتفاوض وخروج المسلحين طوعا في آخر لحظة فلن يتوقع أن يتم انهاؤها بتحييد الخسائر البشرية الا باقتحام المدينة الأسيرة بأكبر عملية كوماندوس تخوضها أكبر قوات كوماندوس في التاريخ فاقت حجم أي عملية كوماندوس في الحرب العالمية الثانية لاستئصال المسلحين من البيوت بيتا بيتا .. وارهابيا ارهابيا .. ويراقب الغربيون بحرص شديد الدرس العسكري القادم في حلب واستحضار معظم قوات الاقتحام والكوماندوس التي شاركت في عدة مدن سورية الى حلب .. حيث ينقل بعض رجال المخابرات الأتراك الى نظرائهم الغربيين الاوروبيين أنهم رصدوا تقارير عن تحركات لأكبر قوة كوماندوز في التاريخ قام بها الحلفاء نحو مدينة حلب وفق أحد السيناريوهات المفترضة الى أن يتم تقطيع أوصالها الى مربعات محاصرة والتي لايشك أحد أن الأجواء فيها ستخضع لموجات محطات التشويش الضخمة الروسية الطائرة والثابتة لمنع تواصل المسلحين وقياداتهم بحيث يتم بتر آذان وعيون الارهابيين واغلاق افواه المجموعات المسلحة واستئصال حناجرها التي تطلب النجدة .. والمسلحون لن يمكنهم التحرك بأليات أو تنفيذ قصف عشوائي في ظل الالتحام المباشر والرصد الفضائي .. ولكن الأرض ستغلي بالالتحام المباشر مع قوات الكوماندوس التي ستتدفق بشكل كبير وبأعداد كبيرة في كل زوايا المدينة .. حتى ليقال انه يوم القيامة في حلب لأنه سيكون بالنسبة للمسلحين مثل يوم القيامة ولن يستغرق اقتحام المنطقة وخلق المربعات وفق المخططات المرسومة سوى فترة قصيرة بسبب وفرة كل المعلومات عن انتشار المسلحين وعتادهم وتجمعاتهم ونشر خلايا نائمة في المدينة لاول مرة في تكتيكات حلب حيث ستتم عملية ابادة مستودعات السلاح ومراكز القوة السرية تمهيدا لدخول قوات الكوماندوز .. لتتم ابادة المجموعات المحاصرة التي ترفض الاستسلام .. والاستسلام هنا لايعني مصالحة بل استسلاما بكل مافي المعنى من محتويات الاستسلام وقوانين الحرب على المستسلمين ,, وهذا السيناريو الذي يرجحه البعض سيعني أن المدنيين لن يمكن استخدامهم كدروع بشرية وأن القصف الجوي لن يكون مستعملا الا في الساعات الأولى لاجتثاث البؤر الخطرة .. كما أن الوحدات الخاصة ستتولى عملية اقتحام نظيفة بخسائر محدودة بسبب غزارة المعلومات الاستخبارية والاستطلاع والتنصت الذي استمر لستة أشهر كاملة بأيامها ولياليها ..

ان مصطلح يوم القيامة الذي يردده السياسيون الغربيون عن خشيتهم من ان تتحول حلب الى مدينة مر بها يوم القيامة مضلل جدا ويراد به أن يخشى الناس على المدنيين .. لأن يوم القيامة لاريب فيه قادم الى مسلحي حلب حصرا .. وحسب التوقعات الغربية فان أكبر حرب دولية خيضت على الأرض السورية قد تكون مقبلة على أكبر عملية تحرير رهائن في التاريخ .. تقوم بها أكبر قوة كوماندوس في العالم .. لاطلاق عملية التحرير الكبرى لسورية خلال عام 2017 التي ستبدأ مع يوم القيامة في حلب .. وطرد العثمانيين الجدد الى غير رجعة الى “ولاية حلب” .. وطرد الوهابيين الصهاينة .. وطرد ثقافة ومثقفي الرمل .. وتعيد سورية للسوريين .. وتعيد السوريين الى سورية .. وتعيد العالم الى عقله بعد أن أصابه مس من الجنون في عهد أوباما الذي صارت ايامه معدودات وهو الذي قد يشهد يوم القيامة في حلب وتآكل الخطوط الحمر .. قبل أن يتفرغ لكتابة مذكراته عن أرض القيامة السورية .. ولكن لاشك ان أكبر طعنة نجلاء في قلبه الأسود ستكون في خروجه من المدينة الشهباء قبل خروجه من البيت الأبيض .. وسيمضي بقية عمره في حسرة على النصر الذي ضاع .. في مدينة أقام فيها جيشها يوما للقيامة .. لتقوم من بعدها كما قام السيد المسيح ..

River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: